من أنصار التجمّع إلى أنصار الشريعة ... هل أصبح الإرهاب وجهة نظر ؟؟
لطفي السنوسي
سأستعير بعد اذنكم مفهوم الإرهاب من معجم المعاني الجامع والذي ورد فيه أن الارهاب هو مجموع أعمال العنف التي تقوم بها منظّمة أو أفراد قصد الإخلال بأمن الدَّولة وتحقيق أهداف سياسيَّة أو خاصَّة أو محاولة قلب نظام الحكم، كما ورد مفهوم الإرهاب الدولي بما هو مجموعة أعمال ووسائل وممارسات غير مُبرَّرة تمارسها منظمات أو دول تستثير رعب الشعب لأسباب سياسيّة بصرف النظر عن بواعثه المختلفة، فهل نحن اليوم أمام ازدواجية المعايير تجاه التعاطي مع ملف الإرهاب السلفي القديم المتجدّد الذي يتحرك وينفذ بالاعتماد على خلاياه السرّية وإرهاب دولة بن علي التي كانت تمارس العنف المُمنهج عبر مؤسسات الدولة بالاعتماد على أنصار وفقهاء ومهندسو حزب التجمع الحاكم ؟ وأمام هذه المشهدية الشيزوفرينية التي نجد أنفسنا قد أقحمنا فيها تحت تأثير جرعات التضليل والتوجيه القسري لأفكارنا، كان لزاما علينا أن نعيد البوصلة الى اتجاهها الصحيح ونسمي الأشياء بأسمائها لأن القواميس ليس لها ايديولوجيا ولا مصالح ولا حزب ولا وطن.
كل أبناء شعبنا و خاصة منهم مناضلو حقبة الاستبداد و ضحاياه يعلمون حجم الجرائم التي اقترفها أبناء التجمع الدستوري الديمقراطي سيء الذكر أثناء حكم بن علي والذي مثل حقبة ميليشيات يفوق ضررها جهاز البوليس ظلما وتكميما للأفواه قمعا واستبدادا للتونسيين ، فالكثير من الشهادات تثبت تعرض بعض المناضلين للتحقيق في دار التجمع نهيك عن تحوّل مؤسسات الدولة الى أوكار لهؤلاء حيث يُجبر فيها الكثيرون على الزج بهم وتحت التهديد المباشر والغير المباشر في نشاطات الحزب المشبوهة بل والزجّ بأسمائهم في قائمات المناشدة للقائد المفدى.
كانت خلايا التجمع تتمركز في كل الأحياء والمؤسسات لتكون أداة للأمن في معرفة المعارضين والمناوئين لحكم بن علي ليتم التهجّم بعد ذلك على بيوتهم وانتهاك حرماتهم ثم يسلمون قربانا لزبانية الداخلية، هناك حيث يغتصب الرجال والنساء ،ويقتل العشرات من أبناء الشعب تحت التعذيب ليخرج الكثيرون منهم إما معاقا جسديا أو ذهنيا، ولست أتحدث من فراغ ولست أروي حكايات الجدّة فكل ما أسرده اليوم هو بعض من القليل الموثق بالشهادات التي ستكون نكالا عليهم عاجلا أم آجلا، بل أن النظام أقدم على اغتيال بعض الناشطين بطرق وحشية ومُذلة لعائلاتهم وكل ذلك تحت غطاء الديمقراطية التي طالما تشدق بها "أنصار التجمّع" ليكونوا جناحه السياسي حينا وجناحه العسكري أحيانا أخرى.
هل أصبح اليوم الحديث عن التجمعيين أمرا عاديا خصوصا بعد أن تم طرح اشكال استضافة الارهابيين على شاشات التلفزة والتحدث اليهم وتطييب خاطرهم في بعض الأحيان؟ اليوم تخرج بيانات التنديد وبطاقات الجلب ضد المنتمين لأنصار الشريعة ولا يتحرك لهؤلاء ساكنا حين يتم تمجيد نظام بن علي الارهابي وأنصاره على الشاشات وفي المنابر بدعوى الحيادية والمهنية والحرفية، وفي الأخير أقول أنه لم ولن يختلف اثنان على أن من أصرّ على تقلّد المناصب وجمع الغنائم عبر انتمائه لأي تنظيم أو حزب إرهابي هو بلا شك إرهابي.
0 التعليقات :