الكاتب والجامعي حاتم النقاطي في حوار مع التقدمية يطالب رئاستي الجمهورية والحكومة التدخل لحل خلافه مع وزارةالتعليم العالي حاوره الناصر خشيني
حاتم النقاطي للتقدمية :
- منظومة الفساد والاستبداد تعززت بعد الثورة
- من الضروري تطهير وزارة التعليم العالي من لوبيات الفساد والبيروقراطية
- ادارة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس تواصل سياسة التعطيل والمراوغة والهروب للامام انتظارا لنتيجة التقاضي الاداري .
- ان ما أقوم به يعتبر نضالا من أجل تحرير الجامعة التونسية من هيمنة بارونات الفساد والبيروقراطية على حساب العلمي والمعرفي والموضوعي
عرفت الأستاذ حاتم النقاطي منذ التسعينات بالقيروان عندما كنا معا ندرس بنفس المعهد وتوطدت العلاقة بيننا لما التقينا مجددا بمدينة نابل وهومن الذين يدافعون عن حقهم بضراوة وطالما حدثني عن المظلمة التي تعرض لها حول مناقشة اطروحته والمماطلة والتسويف الذي تعرض له وطلبت منه اكثر من مرة عرض موضوعه على الاعلام فرفض منذ سنوات واستنفذ كل الحلول الودية مع جهات الاشراف دون جدوى الى ان فاض به الكاس في اوائل هذه السنة وطلب من التقدمية ان تنشر موضوعه وكان لها السبق الصحفي في هذا المجال وقد التقيته اليوم بمدينة نابل وكان لي معه هذا الحديث الصحفي فسألته لماذا رفضت سابقا عرض مشكلتك على الاعلام لما له من سلطة رابعة فكان جوابه على النحو التالي :
1 احتراما لخصوصية الملف باعتباره ملفا علميا بدرجة أولى و أخلاقيا بدرجة ثانية .
2 لعدم الدخول في مهاترات ونقاشات من شانها مزيد تعطيل الأطروحة أكثر مما حصل لها واعطاء فرصة للمقررين لتقديم تقريرهما ضمن جو ملائم وذلك خارج كل مس بالموضوعية
3 احتراما لقيم الجامعة التونسية باعتبارها قيما تسمو عن كل الذاتيات والاسفاف واحتراما للمقامات العلمية من جانبي .
4 يقيني بتقديم اطروحتي مهما طال امد تعطيل المقررين لها .
5 اعتمادي على ما يكفله الأمر 1823 المؤرخ في سبتمبر 1993 والمنظم لشهادة الدوكتوراه والذي يشترط بالاساس تقريرا ايجابيا من مؤطر العمل وتقريرين من المقررين لم يحدد المشرع ضرورة ايجابيتهما ولذلك كنت متاكدا اني ساقدم عملي مهما كان الاختلاف معهما لان الاطروحة ستفرض نفسها ضمن النقد الذي تتكون لاجله لجنة من خمسة أعضاء .
6 ايماني بأمرين أساسيين أولاهما القيمة العلمية للأطروحة والتي أقرها مؤطر العمل الدكتور صلاح الدين بوجاه . وثانيهما ايماني بأن ما أتعرض له من عراقيل من قبل أعضاء اللجنة أصبح أمرا مألوفا في الجامعة التونسية التي وللأسف تعزز فيها الجانب الشخصي والنفعي و الايديولوجي على حساب الموضوعي والعلمي.
الناصر خشيني : الى أين وصلت مآلات قضيتك التي أصبحت تتصدر المشهد الاعلامي داخليا وخارجيا ؟
حاتم النقاطي :
بعد التأكد من عدم جدية بعض أعضاء لجنة الدوكتوراه بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس في التعامل مع أطروحتي طالبنا أنا ومؤطر العمل الأستاذ صلاح الدين بوجاه بتغيير المقررين بما يلائم الاختصاص ويوقف عدم جديتهما في التعامل مع ملفي الذي بقي منذ جانفي 2010 دون أن أقدم أطروحتي .
وأمام صمت اللجنة المذكورة على طلبنا الذي مر بالسيد وزير التعليم العالي والسيد رئيس جامعة تونس من غير أن أتلقى أي اجابة وعندها توجهت الى المحكمة الادارية معتمدا في ذلك على مخالفة وزير التعليم العالي و رئيس جامعة تونس ومدير المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس ومقرري العمل ورئيس لجنة الدوكتوراه الأمر 1823 لسنة 1993 مع بيان مسؤولية هذه الأطراف في تجميد الملف بشكل مجاني ودون سبب مقنع وكان هذا التوجه للمحكمة في شهر ديسمبر 2013 .
وأمام التغييرات السياسية الجديدة التي أدت الى مغادرة طرف سياسي وهوحركة النهضة للحكم وأساسا الوزير السابق للتعليم العالم منصف بن سالم اتجهنا الى الوزير الجديد للقيام بصلاحياته دون جدوى اذ يبدو أن الوضع السياسي لم يتغير بحكم تلغيم الوزارة بعناصر مؤثرة فيها فكان لزاما علي تبعا لذلك أن أتوجه الى الاعلام وكانت المبادرة من صحيفتكم التي فتحت لي ذراعيها وبالمناسبة أتوجه لها بالشكر وما توجهي للاعلام الا لتحقيق مور مهمة :
1 وزارة التعليم العالي في تشكيلتها الجديدة لم تسعى الى النظر الجدي في مظالم ارتكبت في عهد النهضة وحكومتها التي غطت على الفساد والتجاوزات واهتمت بالتعويضات لاتباعها وصمتت على حقوق وتظلمات واضحة للعيان ترتكب في حق الشرفاء والمناضلين الحقيقيين والمستقلين عنها .
2 مواصلة ادارة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس التعامل مع أطروحتي بمزيد من التعطيل واللامبالاة باصرارها على انتظار نتيجة التقاضي لدى المحكمة الادارية بعد القضية التي رفعتها ضدها مؤخرا في ديسمبر 2013 وذلك لتعويم القضية ومزيد تعطيلها اذ لايمكن باي حال أن تكون مسالة التقاضي مرتبطة ضرورة بالنية الطيبة والاستعداد الموضوعي لتمكيني من نقاش أطروحتي ضمنوفاق ممكن بين مؤطر عملي من جهة ولجنة الدوكتوراه ورئاسة جامعة تونس ووزارة التعليم العالي منجهة أخرى .
ان سياسة التعويم والتشفي والخلفيات الايديولوجية والحسابات الشخصية في التعامل مع المعرفي والباحثين الشرفاء تظل السمة الأساسي لهذا المنطق .
3 ان ما اعيشه من مماطلة و تعطيل ومن خلق حجج واهية وتهرب واضح لكل الأطراف البيروقراطية المتدخلة تبين بكل أسف واقع البحث العلمي وأطر التقييم والاشراف على مرفق علمي أساسي في وطننا تونس وما يكتنفه من فساد ومحسوبية وانعدام روح المسؤولية والموضوعية تطال الذين لا ينتمون الى لوبياتهم ومجموعاتهم وحساباتهم المعلومة .
4 ان مشكلتي ليست شخصية و لا تتعلق بمعهد أعلى أوكلية أومجمع علمي محدد بل ظاهرة معلومة في تونس يعرفها القاصي والداني واكتوى بنارها الكثير من الباحثين سواء قبل الثورة أو بعدها في غياب مراقبة صارمة وتطبق واضح للقانون .
5 ان سياسة استقالة الارادة السياسية داخل تونس وتحديدا في وزارة الاشراف من منطق المحاسبة والمساءلة للفاسدين والمخطئين أيا كانوا ورؤوس الشماتة وموظفي المعرفي للشخصي والايديولوجي أدى الى هذه المحنة التي أعانيها منذ 2010 الى الآن والى ما يخططون له أي الى حد اصدار المحكمة الادارية حكمها وتنفيذه ان أمكن في ظل المشهد الحالي الذي لا يبشر بأي أفق ايجابي كما نلاحظ ذلك .
5 ان ما أقوم به يعتبر نضالا من أجل تحرير الجامعة التونسية من هيمنة بارونات الفساد والبيروقراطية على حساب العلمي والمعرفي والموضوعي هذا وان هذه الأطراف التي تعتمد سياسة التوظيف القانوني ( المحكمة الادارية ) من اجل مزيد تعقيد مسألة واضحة وهذا منتهى الخبث والدهاء والمراوغة الممنهجة المغطاة بالقانونية الزائفة والشكلية .
وقد قمت بهذا من أجل زملائي الباحثين الذين عانوا ولا يزالون من غياب كل أشكال التعامل الموضوعي والحضاري الراقي مع بحوثهم وأشخاصهم المهنية والمعرفية كباحثين لهم حقوق وقع الاعتداء عليها وطمسها لتضيع الجهود ويصبح العلم والبحث مجرد أمنية .
6 لقد مكنني هذا التوجه نحو الاعلام وعرض قضيتين للاعلام من جمع أنصار من زملائي والنقابيين والحقوقيين والاعلاميين الشرفاء من الشروع في اعداد ملف جمعية حقوقية وعلمية تعنى بحقوق الباحثين وتناضل ضد كل أشكال الفساد والانتهاكات التي يتعرضون لها من لوبيات التعليم العالي .
الناصر خشيني :ماهي توقعاتك بعد هذه الحملة الاعلامية قضائيا واعلاميا حول موضوعية وحيادية وزارة الاشراف .
حاتم النقاطي :
ما بلغني أن الوزارة قد غيرت مدير الديوان وبعض المتنفذين فيها مما يجعل أن هناك أملا في حل مشكلتي وقبول مبدا الصلح الذي تقدمت به الى وزارة الاشراف مارس 2014 طالبا منها تكوين لجنة محايدة للنظر في ملفي وتمكيني من نقاش أطروحتي مع محاسبة من تسبب في تعطيل ملفي العلمي .
كما أنتظر أن يتدخل رئيس الحكومة الذي بلغه الملف لحل هذه المعضلة اداريا دون انتظار الجانب القضائي وما فيه من طول اجراءات التقاضي بمختلف الدرجات وصولا الى تعقيدات التنفيذ التي لا أحبذها شخصيا نظرا لخصوصية الملف والمقامات العلمية التي تمس فيه .
كما آمل أن تصل صدى هذه القضية الى سيادة رئيس الجمهورية خاصةوهو حقوقي ظليع وذلك حرصا على مكانة تونس بعد الثورة وانتشار هذه القضية عربيا ودوليا وتأثيرها سلبيا على سمعة تونس في المجال الجامعي والسياسي خاصة .
الناصر خشيني : ما مدى تأثير هذه القضية على نفسيتك ومحيطك العائلي ؟
حاتم النقاطي :
ان الأثر النفسي يظل واضحا على ذاتي والمحيطين بي من عائلتي و أصدقائي اني منذ 2010 وأنا اعيش باب الانتظار والخيبات فأهملت جانبا من التزاماتي العائلية وأهدرت مالا كثيرا في المتابعة والتنقل ومنذ جانفي الماضي والى الآن وأنا أعيش ماراطونا اعلاميا أثر ضرورة على مدارات حياتي فأكيد أني أصبحت مهووسا بهذا الاشكال الذي آمل أن يحل في أسرع الأوقات ضمانا لاستقراري النفسي والعائلي ونيلا لحقوقي المشروعة في البحث العلمي والترقية المهنية ضمن المقاييس العلمية والموضوعية التي لا تقبل بسياسة المكيالين والمحسوبية المنفذة واقعا .
الناصر خشيني :كلمة الختام في هذا الحوار؟
حاتم النقاطي :
أؤكد أني لا أخاصم الأفراد ولا الأشخاص لذواتهم وانما أعري توجهات وممارسات مؤسساتية قائمة على البيروقراطية والفساد وتكرست على مدى طويل ببلادنا وكنت واحدا من ضحاياها الكثيرين .
وفيما يلي تعريف بالاستاذ حاتم النقاطي :
مولود بالقيروان في 06 أفريل 1962.
أستاذ “مساعد ” بجامعة القيروان للفنون والحرف.
-حاصل على :
-الأستاذية في الفلسفة كلية الآداب والعلوم الانسانية بالقيروان سنة 1991.
-ماجستير الفنون “نظريات الفن ” اختصاص التلقي البصري في مجال الصورة الرقمية والافتراضية
-ينتظر نقاش أطروحة الدكتورا حول الصورة والتلقي في مجال الفن الحديث
-يساهم في الحياة الأدبية و الثقافية التونسية و العربية من خلال النشر والمشاركة في المهرجانات والملتقيات الفكرية و الفنية .
-كاتب صحفي متعاون بعدد من الصحف التونسية والعربية
-عضو باتحاد الكتاب التونسيين
عضو بالاتحاد العالمي للشعراء
صدر له:
1. مجموعات شعرية:
- رقصات على أنغام الصحراء تونس 1982
- مدن الإله مدن العجب تونس 1995
- زمن العجب تونس 2004
2. مؤلفات أخرى في مجالات أدبية وفكرية
- حكايات الموتى رواية تونس 1997
- مفهوم المدينة في كتاب السياسة لأرسطو دار الحوار للنشر سوريا 1995
العنوان الشخصي شارع البيئة بني خيار 8060 نابل تونس
ايمايل hatemnagati@yahoo.
0 التعليقات :