بين تجليّات اللّحظة
الرّاهنة
والماضي القريب
تسكُـن رصاصة البغي
في شريان الشّهيد
ليحطّ بوجعه
عند أبواب الحياة الأبدية
وحدهُ دم الشّهيد
حين يسقط من الوريد
يـتّــشح نياشينا من الجمرِ
على صدور سماسرة
الأوطان
لم يسقط شهيدنا
ولم توأد صورته في
الذاكرة
ولكن تعثرت قدماه
بدموع الصّنوبر
يومها كان يحمل الوطن
على كتفه
يعانق ثلج الصّبر
يُحاكي سيّالات
النّجوم
ليمنع عن العصافير
الشظية
وحده الشهيد
دمه بوصلة المرحلة
وقطراته تأريخا لملحمة
المستحيل
روحه ملء الغياب
يوم لم يجد له أمّا
فاحتضنته الأرض
الناضبة ثدييها
وكأنّها حين تُعانق جرحه تحــيى
بولادة شهيد
لنقرأ على شفتيه المورقتين
تفاصيل الوطن
كيف للجبل المزروع موتا
أن يُطرب الذاكرة ببطولات الأوّلين
وقد سكبت الألغام على وجهه
لون دمائها
وصُبحُنا في الدّمع
تخنقه آلام المسألة
متى ستنهض أم البنين
والأشلاء تغطي شمسها
والشهيد يعاتب صمتها
حتى لا يموت بكرُها
ونسبح من جديد
في أنين الأسئلة
0 التعليقات :